رمضان جانا …. ويا ليته لم يأتِ… ونحن هكذا


aaaaEgyptHoliday06058200806251385

كل عام أنتم بخير بمناسبة قدوم شهر الرحمة …. شهر المغفرة …. شهر العبادة …. شهر فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر ….. حيث يقوم فيه الناس للعبادة والدعاء لله …. لعل الله يفرِّج عنهم كروبهم …. ويرحمهم من شقائهم وعنائهم …. ويمنحهم فيه الرزق الوفير ؛ ليساعدهم على إكمال الشهر الفضيل دون طلب الحاجة والمعونة من أحد …. فيظهروا بمظهر المتعففين الأغنياء …. ليكونوا ممن قال الله فيهم: (تحسبهم أغنياء من التعفف) …. هذا الشهر الفضيل الذي تُصَفَّد فيه شياطين الجن …. ولكن شياطين الإنس يأبون أن يكون الشهر الفضيل بدون شياطين …. فيحاولون القيام بدور الشياطين التي غلبت جيوش إبليس … فبدأ جيش شياطين الإنس يحاول الاستعداد لدخول شهر رمضان برفع الأسعار لكل الأشياء دون سببٍ مقنع …. لكل شيء بشكلٍ جنوني في مصر المحروسة …. ولا أحد من السادة المسئولين يحاولون تفسير سبب ارتفاع الأسعار الجنوني …. مع بقاء الحد الأقصى للأجور منخفضاً تماماً بالنسبة لنسبة الارتفاعات في الأسعار …. فكيف للناس أن يعيشوا شهراً يزهو بالعبادة … دون معونة على هذه العبادة … بالفعل رمضان هو شهر الصيام والتقشف …. ولكن بشرط أن يكون بإرادة الإنسان …. وليس إجباراً عليه أن يتقشف؛ لأنه لا يجد ما يقتات به في يومه ….

200806251392Caironewspaperstand

ومع أول يوم في رمضان …. بدأت ارتفاعات الأسعار مرة أخرى …. بنسب يشيب لها الولدان …. فكيف للشخص الذي يريد أن يشترى كيلو طماطم للسلطة الخضراء أن يشترى كيلو واحد بضعف السعر …. حيث ارتفع كيلو الطماطم للضعف …. وقبلها ارتفع كيلو الأرز للضعف …. وهي وجبات أساسية لأي إنسان …. فكيف بفقراء هذا الوطن أن يقتاتوا …. إلا (العيش الحاف) …. وليتهم يحصلون عليه بنوع من الراحة …. فما بالك بالشخص الذي يقف في طابور طويلٍ عريض للحصول على خمسة أو عشرة أرغفة بمزيدٍ من الذل والإهانة الإنسانية …. مع أرغفة لا ترضى بها البهائم ( وإن كان عاجبك) ….

im005556np3

إنني مواطن مصريٌّ أشعر بالحسرة والأسف لما وصلت إليه مصر …. مصر التي صارت خرقة بالية …. الكل أصابه الوهن …. في حين يطالبون المصريين بمزيدٍ من بذل الجهد للارتقاء بمصر …. فأتساءل كيف يبذلون ا لجهد …. وهم لا يقوون على الحركة والعمل مع ضعف الأبدان …. وغلاء المعيشة ….وارتفاع الأسعار …. وتحكم مراكز القوى في مصر بالتصرف في الأسعار …. وكأن المصريين لا عائل لهم ولا نصير …. وكأن البلد ليس بلدهم …. جيوش الإنس بدأت في الانتشار والتفشي في مصر …. و لا أحد من السادة الوزراء يتحرك لمعرفة سبب هذه الحالة المتفشية في مصر …. ولا أحد يواجه ارتفاع الأسعار …. وكأن وزارة التجارة والتموين لا قيمة لها حيث توانت عن القيام بمهامها الأصيلة في الرقابة على الأسواق …. وكذلك تقاعس وزارة الصحة عن القيام بدورها الرقابي في الكشف عن الأغذية الفاسدة في الأسواق المصرية …. وتجاهل رئاسة الوزراء كل الشكوى والأنين الذي يجأر به المصريون جميعاً ….. ومبارك عليكم ـ أيها السادة ـ الشهر الكريم بصرخات وأنين المصريين الذين لا يجدون ما يوفون به متطلبات هذا الشهر من الاحتياجات الأساسية الضرورية للعيش بكرامة واستعفاف للنفس …. مبارك عليكم الشهر.

لا تبخل علينا بالرأي والتعليق